تقرير إذاعي

تقارير إذاعية يعدّها مراسلو آرتا عن آخر التطورات والأحداث والقضايا التي تهمّ الناس في المنطقة

تردي خدمات الحديقة العامة الوحيدة بالقامشلي والشكاوى بأدراج البلدية

لم يعد بإمكان سكان القامشلي، التنزه في الحديقة العامة كما اعتادوا سابقاً، بسبب تردي الخدمات فيها، خلال السنوات القليلة الماضية.

وتعتبر الحديقة العامة في القامشلي، من أكبر حدائق المدينة وأقدمها، وتعد متنفساً مجانياً لفئة كبيرة من السكان.

ويقول هؤلاء السكان إن تردي الخدمات في الحديقة سببه إهمال بلديات الشعب، على الرغم من كثرة الشكاوى التي تقدموا بها للبلدية.

ويقول، فوزي جمعة (50 عاماً)، لآرتا إف إم، إن وضع الحديقة تراجع بشكل كبير، خلال السنوات الأخيرة. 

"الأشجار التي يبلغ عمرها نحو 90 عاماً، تيبس منها ما يصل إلى 40%، أما الأشجار التي عمرها في حدود 15 سنة، فقد تعرضت للحرق، وأحياناً كان الحارس يتعمد حرقها. الآن، لا أحد يسقي الحديقة، ولو خصصت البلدية كل يوم صهريجاً لسقاية الحديقة، لكان ذلك كافياً. وكذلك تدخل الدراجات النارية والهوائية إلى الحديقة وتتجول فيها دون محاسبة من أحد".

وإلى جانب ما ذكره، فوزي جمعة، يشتكي بعض السكان من انتشار الروائح الكريهة في الحديقة، نتيجة خروج دورات المياه عن الخدمة.

ويمنع انتشار هذه الروائح العائلات من التنزه والتجوال في الحديقة، ما يجبرهم على الذهاب إلى المنتزهات الخاصة، بسبب خشيتهم من إصابة أطفالهم بالأمراض.

وتحدثت، مردية محمد (60 عاماً)، لآرتا إف إم، عن مخاوف السكان من انتشار الأمراض بسبب الروائح الكريهة في الحديقة.

"آتي إلى الحديقة، من الخامسة وحتى السابعة مساء، لممارسة الرياضة، وعلى الرغم من أن البلدية تعد في كل مرة، أنها ستقوم بتنظيف الحمامات وتجديدها وتعيين حارس لها، إلا أنها لم تنفذ ذلك بعد. وعندما نمر بالقرب من الحمامات نشم رائحة كريهة وذلك يجعلنا نخشى من الأمراض".

ينفي مسؤولون في بلدية الشعب في القامشلي، إهمالهم لواجباتهم في تحسين الوضع الخدمي للمرافق العامة بشكل عام، وللحديقة العامة بشكل خاص.

كما يرون أن مسؤولية نظافة الأماكن العامة لا تقع على عاتق البلديات وحدها، في وقت تستعد البلدية لتنفيذ مشاريعها الخدمية بأقرب وقت ممكن، بحسب المسؤولين.

وانتقد مسؤول قسم البيئة في بلدية الشعب الغربية في القامشلي، نصر الدين خلف، مثلاً، تصرفات بعض عناصر الأسايش حين يدخلون الحديقة بطريقة غير مقبولة، على حد وصفه. 

"نحن ننفذ، حالياً، مشاريع من أجل الحديقة، فقد وضعنا فيها بعض الألعاب، وهناك مشروع لحفر بئر ثانية لسقاية الحديقة، بالإضافة إلى البئر الأولى، وبخصوص الحمامات فقد بدأ قسم الصرف الصحي بالعمل فيها لتجديدها وتعيين حارس لها، أما بخصوص الدراجات النارية فأقول بصراحة إننا نأتي، أحياناً، إلى الحديقة لنجد أن رفاقنا من الأسايش قد قاموا بكسر قفلها للدخول اليها، أو لإقامة حفل ما. هذه الأمور سيتم حلها، قريباً".

يقول مسؤولون في بلدية الشعب الغربية في القامشلي، إن سبب التأخر في تنفيذ المشاريع هو عدم حصول البلدية على الميزانية الكافية من هيئة البلديات في مقاطعة الجزيرة، بالإضافة إلى إهمال الأخيرة لبعض المشاريع.

كثرت الوعود، وتعددت خطط المسؤولين لترميم الحديقة العامة، نهاية العام الفائت، لكن لم يتم تنفيذها، حتى الآن، بحسب سكان المدينة، ما أدى إلى تحولها إلى أرض شبه قاحلة تنتظر من يعيد إليها خضارها ونضارتها، فهل تستدرك البلدية وتنقذ هذا المتنفس، قبل فوات الآوان؟.

تابعوا تقرير شيندا محمد كاملاً:

كلمات مفتاحية

الحدائق القامشلي