بشار خليل

مراسل آرتا إف إم في القامشلي

اختتام مهرجان الربيع بالقامشلي وفرقة مسرحية تنتقد المنظمين

اختتمت، يوم أمس الأربعاء، فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان الربيع الذي أقامته عدة منظمات مدنية في مدينة القامشلي.

ويقول المنظمون إن المهرجان لاقى إقبالاً لافتاً من قبل السكان في النسخ السابقة منذ انطلاقه، عام 2013، في القامشلي، فهل حظيت النسخة الخامسة بالإقبال نفسه أم إن الأمر كان مختلفاً هذا العام؟

انطلقت فعاليات مهرجان الربيع الخامس في التاسع من حزيران/ يونيو الجاري، في حديقة (دريم لاند) في مدينة القامشلي، بمقطوعة موسيقية فلكلورية من تقديم فرقة (أوركيسترا روجآفا).

ونظم مهرجان الربيع الخامس الذي استمر أربعة أيام، مركز (أريدو للمجتمع المدني والديمقراطية) ومنظمة (سند) ومركز (شير)، بهدف زرع البهجة في نفوس السكان مع نهاية فصل الربيع، وإبراز حالة التنوع الثقافي التي تعيشها الجزيرة، حسبما يقول، لآرتا إف إم، مدير مركز (أريدو) للمجتمع المدني والديمقراطية، غاندي سعدو.

"الهدف الأساسي الذي جعلنا نستمر في إقامة المهرجان لخمس سنوات هو إبراز الوجه الحضاري والثقافي لمنطقة الجزيرة التي تتمتع بالتنوع الكبير، من خلال فقرات فنية تمد جسور التواصل بين المكونات وتعطي المدينة حقها من هذا التنوع".

وتميز المهرجان هذا العام، بتعدد نشاطاته ومشاركة فنانين من كافة مكونات المنطقة، إذ تضمن دبكات فلكلورية ومسرحيات وعروضاً سينمائية، بالإضافة إلى الغناء والشعر ومعرض تشكيلي ضم أكثر من 30 لوحة إلى جانب معرض للصور الفوتوغرافية ضم، كذلك، 30 صورة.

وأكدت الإدارية في مركز (شير) وعضو اللجنة التنظيمية للمهرجان، يارا وليكا، لآرتا إف إم، أن الإقبال كان لافتاً في النسخة الأخيرة من المهرجان.

"كانت نشاطات المهرجان مختلفة، وحاولنا أن تشتمل الأنشطة جميع الثقافات الموجودة، إذ تضمنت الفقرات معرضاً للكتاب شاركت فيه أربع مكتبات، وكان الإقبال رائعاً ويدعو للتفاؤل".

وواجهت إدارة فرقة (كوما شانو) المسرحية مشكلة، أثناء طرح فكرة عرضها المسرحي على اللجنة التنظيمية للمهرجان، حيث تمت الموافقة على العرض وإدراجه في برنامج فعاليات المهرجان، بالإضافة إلى تحديد موعد تقديمه، لكن إدارة المهرجان رفضت لاحقاً مشاركة هذه المسرحية في العروض، بحسب عضو (كوما شانو)، عبد الرحمن إبراهيم.

"المشكلة التي حصلت كان سببها اللغة. عرضنا المسرحي هو باللغة الكردية، واتفقنا على جميع النقاط بما في ذلك موعد العرض، لكن بعد الاجتماع الذي عقدناه مع المنظمين تم إبلاغنا بأن عرض مسرحية باللغة الكردية مشكلة. أنا لا أرى أي مشكلة في عرض مسرحي باللغة الكردية أو السريانية أو العربية أو بأي لغة أجنبية، بل بالعكس، فإن ذلك يشير إلى التنوع. أتمنى في السنوات القادمة ألا تحدث مثل هذه المشاكل".

وقال مدير مركز (أريدو)، غاندي سعدو، لآرتا إف إم، إن العرض المسرحي تم رفضه بسبب طوله الذي يصل إلى ساعة تقريباً، بالإضافة إلى كونه باللغة الكردية فقط.

وأشار، سعدو، إلى أن السبب ليس اللغة فقط، إذ تخلل فعاليات المهرجان عرض دبكات وأغان كردية، بالإضافة إلى عرض فيلم باللغة الكردية مع الترجمة الكتابية بالعربية لمدة 40 دقيقة.

وعلى الرغم من ذلك، يرى بعض السكان أن المهرجان بات تقليداً تتميز به مدينة القامشلي، خصوصاً أنه يعكس الثقافات الموجودة في المنطقة ويثبت لوحة تعايشهم مع بعضهم.

ويواظب الدكتور، عبدالباقي درويش، من سكان القامشلي، على حضور المهرجان في كل عام، ويقول في حديث، لآرتا  إف إم، إن نشاطات كهذه من شأنها زرع الفرح في قلوب المواطنين الذين عانوا ظروفاً قاسية في السنوات الأخيرة.

"صراحة، أنا أحضر فعاليات المهرجان الذي اعتبره أمراً جيداً، إذ يتضمن فقرات عديدة منوعة وفلكلورية، وقدمت خلال الدورة الأخيرة عروض جميلة، وأتمنى أن تستمر مثل هذه الأنشطة، وخصوصاً في ظل الأزمات التي نمر بها".

واختتم المهرجان بدبكات فلكلورية كردية وعربية وأرمنية وسريانية قدمتها فرقة (بارمايا) الفلكلورية، بشكل مميز، بحسب بعض الحضور. كما ضمت الساعات الختامية للمهرجان تكريماً للمشاركين بدروع رمزية.

ويرى متابعون أن مثل هذه الأنشطة من شأنها تسليط الضوء على ثقافات شعوب المنطقة والتقريب فيما بينها بصورة أكبر، على أمل تنظيم مزيد من النشاطات المماثلة.

استمعوا لتقرير بشار خليل كاملاً:
 

كلمات مفتاحية

مهرجان الربيع القامشلي