عز الدين صالح

مراسل آرتا إف إم في رأس العين/ سري كانيه

هاجس الاعتراف الرسمي ينغص على كرد سوريا نشوة التعلم بلغتهم

مع سيطرة وحدات حماية الشعب على مدن الجزيرة تباعاً منذ عام 2012، بدأت ملامح مشروع (إدارة ذاتية) لهذه المناطق بالظهور رويداً رويداً.

وعلى الرغم من أن المشروع لم ير النور رسمياً حتى بداية عام 2014، إلا أن مؤسسات عسكرية ومدنية تشكلت في المنطقة، منها هيئة التربية التي اعتمدت مناهج باللغة الكردية عام 2016، بدل المناهج الحكومية.

ومنذ ذلك الحين تمر اللغة الكردية في سوريا في حالة من النهضة من عدة نواح، سيما أن الإدارة الذاتية تدير في منطقة الجزيرة وحدها 3116 مدرسة تضم 305 آلاف طالب.

هذا إلى جانب انتعاش حركة النشر باللغة الكردية وظهور دور نشر محلية للمرة الأولى في المنطقة تشجع على الطباعة بالكردية والترجمة إليها من مختلف اللغات.

على المستوى التعليمي، يواجه النظام الذي أسسته الإدارة الذاتية عقبات وإشكاليات إدارية وقانونية جعلت الآلاف من أولياء الأمور يخشون على مستقبل أبنائهم.

وتأتي هذه الخشية نتيجة عدم وضوح الوضع السياسي والخارطة المستقبلية للمنطقة، وعدم اعتراف النظام السوري بالمناهج الكردية ما يعني أن الطلاب لن يتمكنوا من متابعة دراستهم الجامعية بموجب الشهادات التي تمنحها الإدارة.

ويعتبر عدم اعتراف النظام السوري بالإدارة الذاتية ومؤسساتها مصدر القلق الرئيسي لذوي التلاميذ، إلى جانب ملاحظات أخرى متعلقة بعدم كفاءة الكادر التدريسي وإعداده، على الرغم من أن هذه المناهج تم إدراجها حتى الصف العاشر.

يقول، محمد لوكان، والد إحدى طالبات المرحلة الإعدادية في رأس العين (سري كانيه)، لآرتا إف إم، إنه ينبغي على هيئات التربية تعيين متخصصين في اللغة الكردية للنهوض بواقع التعليم بها.

"مدرسو اللغة الكردية غير مؤهلين، وأغلبهم لا يعرف طرق التدريس ولا التعامل مع الطلاب، وأحياناً يتلقى الطلاب معلومات خاطئة، على الرغم من وجود أخصائيين ومدرسين من ذوي الخبرة، على الإدارة الذاتية أن توظف هؤلاء بسبب حاجة الناس إليهم."

لكن هيئة التربية التابعة للإدارة الذاتية، تقول إنها تعتمد الآن على مدرسين متخصصين يخضعون لدورة تعليمية لمدة شهر لتدريبهم على تدريس مناهجها، بالإضافة إلى فتح الباب أمام خريجي جامعتي (روجآفا) و (كوباني).

ومع الاحتفال بيوم اللغة الكردية الذي تم تحديده بتاريخ صدور مجلة (هاوار) وهي أول مجلة كردية تصدر بالأحرف اللاتينية عام 1932 في دمشق، يطالب الآلاف من ذوي التلاميذ الإدارة الذاتية ببذل مزيد من الجهود لتطوير اللغة الكردية والنهوض بواقع التعليم في المنطقة.

ويبقى أمل هؤلاء أن يحظى التعليم في مناطق الإدارة الذاتية باعتراف رسمي، حتى لا يضيع مستقبل أبنائهم.

فما هي الخطوات العملية التي قامت بها الإدارة الذاتية في هذا الاتجاه وما هي الصعوبات التي تعترض تطور اللغة الكردية بعد تخطيها المراحل الأولى.

استمعوا لتقرير عزالدين صالح كاملاً، تقرؤه ديالى دسوقي، ولحديث سميرة حاج علي، الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في الجزيرة، ولحديث أزاد داود، صاحب مكتبة مانيسا في مدينة المالكية (ديريك).

كلمات مفتاحية

اللغة الكردية الإدارة الذاتية سوريا