يستعد عيسى محمود، لإعداد وجبة المأمونية الصباحية وفق مقادير مضبوطة ودقيقة ليصل إلى المذاق الذي اشتهر بإعداده في محله السابق بمدينة رأس العين. 

أجبر عيسى كغيره من سكان مدينته على النزوح إبان العدوان التركي قبل أكثر من عام ليستقر به الحال هنا في عامودا. 

وكي يبقى ذكر مدينته في باله دوما، أطلق عيسى اسم (سري كانيه) على محله الجديد الذي افتتحه قبل نحو أسبوع، بعد أن أرغم على ترك ممتلكاته وراءه، ومنها محله السابق. 

"سميتُ محلي باسم سري كانيه لأن ما حصل فيها يؤلمنا، ويجب أن يبقى هذا الاسم على كل لسان كي لا ننسى. كان محلي بسري كانيه كبيراً وكان اسمه جوليانا وكنا نصنع مامونية وحلويات أيضاً".

بلمسات فنية خبيرة يضيف عيسى إلى طبق المامونية القليل من القرفة وبهارات أخرى حتى يتأكد من مذاقها الذي يُحيي في روحه ذكريات مدينته، على حد تعبيره. 

ويحاول عيسى، الوقوف على قدميه مرة أخرى رغم إمكانياته المادية المحدودة، لتأمين حياة كريمة لطفليه وأسرته.

ووفقاً لعيسى، يختص محله الجديد الذي افتتحه مع شقيقه الأصغر، في صناعة وجبة المامونية  الشهيرة، بالإضافة إلى أنواع أخرى من المأكولات الخاصة بوجبات الفطور. 

"المحل صغير، ولا أستطيع المغامرة بتوسيعه خوفاً من الخسارة، إضافة إلى أن رأس المال قليل حالياً،  سنحاول أن نوسع المشروع شيئاً فشيئاً".

بعد أن فرغ عيسى وشقيقه من إعداد المامونية، شرعا بالاستعداد لاستقبال أول الزبائن، متحدثاً عن الإقبال اللافت لسكان عامودا رغم مرور أسبوع على افتتاح المحل.

"الإقبال كبير، أهالي عامودايقولون إن هذه هي المرة الأولى التي يفتتح فيها محل لديهم لتناول وجبة الفطور. ونحن نقدم إلى جانب المامونية، القشطة والكيمر والعسل أيضاً".

يحلم عيسى وكذلك شقيقه الأصغر بالعودة إلى مدينتهما التي أُجبرا على تركها بعد العدوان التركي، ويمنِّيان النفس أن تكون هذه العودة قريبة. 

وحتى يتحقق هذا الحلم، يحاول الشقيقان المضي في مشروعهما الصغير لتدبير أمور حياتهما والتغلب على مشقات النزوح، ولسان حالهما يقول: أينما كانت الحياة، فثمة أمل دائماً. 

تابعوا تقرير نالين موسى كاملاً..

ARTA FM · أحد مهجَّري رأس العين يفتتح أول محل لوجبات فطور شعبية في عامودا ‎- 01/02/2021