لقاء خاص مع القائد العام لقسد مظلوم عبدي (مرفق بترجمة نصية إلى العربية)

شيرين إبراهيم: أسعد الله أوقاتكم مستمعي ومتابعي آرتا إف إم..

هناك الكثير من الأسئلة التي تدور في الأذهان حول الوضع القائم ومستقبل المنطقة، وإلى أين تمضي، وكيف سيكون ذلك؟

وحول الاتفاقات التي تحصل ونتائجها على الأرض وتأثيرها على حياة الناس؟

وهل الاستقرار الذي كنا ننعم به، في شمال شرقي سوريا سيبقى مع هذه الاتفاقات التي تحصل مع أطراف مثل سوريا وروسيا وأمريكا؟

سنطرح هذه الأسئلة، على القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، طابت أوقاتك.

مظلوم عبدي: على الرحب والسعة.

شيرين: شكراً جزيلاً.

شيرين:

سنبدأ من الوضع الميداني، القتال الدائر الآن في تل أبيض ورأس العين/ سري كانيه وفي المنطقة عامة، رأينا الكثير من بيانات والتصريحات من جانب قسد تؤكد فيها التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، لكن الدولة التركية لا تتوقف ولا توقف هجومها، ما هو وضع الخارطة على الأرض؟ هل هناك تقدم؟ وكيف ترد قسد؟ وإلى أين وصل الجيش التركي والمليشيات المدعومة من أنقرة؟

مظلوم عبدي:

كما تعلمون، اليوم يكون قد مضى شهر على بدء القتال، لكن في الحقيقة لم يتوقف القتال، منذ أن بدأت الدولة التركية والجهاديون المرتبطون بها هجومهم وإلى الآن لا يزال هذا الهجوم مستمراً،  حيث يستمرون بكافة قوتهم.

الجيش التركي موجود والمجموعات المسلحة جميعها مشاركة في هذا الهجوم، والقتال مستمر.

قبل مدة تم الإعلان عن وقف إطلاق نار بين تركيا وأمريكا، وبعدها بفترة أعلنت روسيا أيضاً وقفاً لإطلاق النار مع تركيا، من جهتنا وافقنا على اتفاقي وقف إطلاق النار، وافقنا عليهما مع بعض الشروط، وقمنا بتنفيذ التعهدات الملقاة على عاتقنا، وكان المقصود من هذا هو وقف هذا القتال، ومنع اتساع رقعة هذا القتال، وألا يتضرر أهل المنطقة،  وأن لا يُقتل المدنيون أكثر، وأن لا يتم تفريغ المنطقة، قبلنا بهذه الاتفاقيات من أجل هذه الأسباب، لكن الدولة التركية لا تلتزم بهذه الاتفاقات، وهي مستمرة في هجومها، اليوم صباحا أيضاً كان هناك قتال في سري كانيه/ رأس العين باتجاه تل تمر في المنطقة ما بين سري كانيه/ رأس العين وتل تمر في أبو راسين، وفي منطقة عين عيسى باتجاه كوباني جنوبي تل أبيض، هناك أيضاً لا يزال القتال مستمراً، الواقع الميداني هو هكذا، والقتال لا يزال مستمراً، وقواتنا الآن لا تزال تتصدى لهم في كل تلك المناطق.

شيرين: ألا تبلّغون أمريكا وروسيا كضامنتين لهذين الاتفاقين؟

مظلوم عبدي:

لا، هم لا يقومون بواجبهم ومسؤولياتهم، فمن واجب أمريكا القيام بذلك لأنها هي من اتفقت مع تركيا، لذا كان عليها (تركيا) أن تتوقف، وكذلك الأمر فيما يخصّ روسيا، لكن حتى الآن لم يقوموا بهذه المسؤوليات، فقط هناك بيانات وضغوط، لكن بشكل فعلي لم يتوقف هذا الهجوم، لذا فإنّ هذه القوى المسؤولة عن هذه الاتفاقات هي محل انتقاد.

لكن حصل تقدم جديد في هذا الإطار، كما تعلمون فنحن قبلنا بدخول قوات النظام بيننا وبين القوات التركية، القوات السورية الرسمية في عين عيسى وفي تل تمر أيضاً ما بيننا وبين الأتراك.

اليوم صباحاً تعرضت القوات السورية للهجوم، واستولى المهاجمون على مناطق، بعض العناصر من القوات السورية فقد حياته وبعضهم تم أسره وبعضهم جرح. وباختصار القوات التركية تهاجم بكل ما أوتيت من قوة، وقواتنا تتصدى لها وتقاوم.

شيرين:

كما يبدو أنّ التطورات ليست فقط على الأرض من جهة الدولة التركية، وإنما يبدو أنّ هناك ما يريده أردوغان ويرغب في تنفيذه في المنطقة وعلى أرض الواقع، خطته تقوم على جلب اللاجئين السوريين الذين يقيمون في تركيا إلى المنطقة الواقعة الممتدة بين سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض، وهذه الخطة، قدمها للأمم المتحدة، كما طلب المساعدة من الاتحاد الأوربي  لتنفيذها، كيف وبأي طريقة ستوقفون هذا المشروع؟

مظلوم عبدي:

في الحقيقة نية أردوغان سيئة، فهو يضمر السوء للشعب الكردي ويرغب في إبادته، وهذه الحقيقة قالها أردوغان أمام العالم جميعاً في اجتماع نيويورك، أمام أعين ممثلي مئتي دولة، وقالها بكل صراحة

هذا المشروع في مضمونه هو إبادة للشعب الكردي، ونفيه من الوجود، كما أنّه ينفّذ هذا الأمر رويداً رويداً وخطوة خطوة، وبصراحة، أنّ من يقف في وجه هذا المشروع هي قواتنا الجوهرية أي قسد ومقاومة شعبنا هذه هي التي تقف في وجه هذه المخططات، ودعم أصدقائنا في العالم الذين يعلنون أيضاً عن مساندتهم لنا، هناك أصدقاء بين الدول، وأصدقاء رسميون أيضاً يقفون في وجه هذه المخططات، لكن العالم الرسمي والمؤسسات الدولية الرسمية لا تتحمل مسؤولياتها أمام هذا الأمر، ولذلك فهم يتحولون بطريقة ما إلى شركاء مع أردوغان في هذه المخطّطات التي تهدف لإبادة الشعب الكردي، نحن سنقف أمام هذه المخططات، ونحن قمنا بمقاومة كبيرة إزاء هذا الأمر وسنستمر في هذا الخيار، لأننا نؤمن بقواتنا وبأنّ أردوغان لن يستطيع أن ينجح في هذا المخطط.

الأمر يجري على هذا النحو، ونحن نتعامل معه بهذه الطريقة، سنقاوم مع شعبنا، وهذه المقاومة سيساندها أصدقائنا حول العالم، وهذا الأمر ستكون له نتائج عظيمة وهو الذي سيوقف الدولة التركية.

شيرين:

مدينة سري كانيه/ رأس العين وريفها خرج منها الكثير من الناس وكذلك من مناطق تل أبيض، وأصبحوا الآن نازحين في الحسكة وفي المالكية / ديريك، وهناك مخيم التوينة الذي يتم بنائه لهؤلاء النازحين.

الآن لنعد مرة أخرى إلى روسيا وأمريكا، ألم تتم مطالبتهما بضرورة عودة أصحاب الأرض إلى منازلهم، أليس هناك شيء ينص على عودة الناس إلى أرضهم في الاتفاق المعروف باسم بوتين- أردوغان؟

مظلوم عبدي:

صحيح، الأمر هو كما تفضلتِ، ففي الاتفاق الذي أبرمته أمريكا مع تركيا وكذلك في الاتفاق ما بين أردوغان وبوتين، الاتفاقان ضد التغيير الديموغرافي وأن يبقى سكان المنطقة في منازلهم وأن تتم حمايتهم تحت مظلة من القوات الدولية أو برعاية القوى الدولية وتحت مظلتها ووفقاً لقوانينها وتحت مراقبتها ثم حمايتها على أساسها، لكن الأمر لا يزال غير مفعل وتركيا لا تزال غير ملتزمة بهذه البنود.

في هذين الاتفاقين لا تلتزم تركيا بوقف إطلاق النار، ولا تقوم بتنفيذ البنود المتعلقة بحماية الشعب الكردي والتي تضمن حقوقه، لذلك طلبنا من الطرفين أي أمريكا وروسيا باعتبارها أطرافاً في الاتفاقين أن يتحملوا مسؤولياتهم وألا يتحولوا إلى شركاء مع تركيا.

بطبيعة الحال كان لنا ملاحظات على الاتفاقين لأنهما لم يكونا بمستوى مصلحة شعوب المنطقة، لكن على الأقل فإنّ النقاط المتعلقة بحماية هذه الشعوب هي التي يجب أن تنفذ، وعلى هؤلاء أي (أمريكا وروسيا) أن يتبنوا هذه النقاط  ويسعوا لتنفيذها لأنهم ملزمون بتنفيذها.

شيرين:

لأجل الشعب والمواطنين قلتم أنّكم قمتم بتنازلات مؤلمة وذكرتم أنكم ستقدمونها لروسيا، لكن بغرض حماية أهالي وشعوب المنطقة، في النتيجة خرجتم بمذكرة تفاهم مع القوات السورية، تتضمن انتشارها في النقاط الحدودية لوقف القتال، لكن حتى الآن لم يتوقف القتال. لكن هذه النقطة بالذات حبست أنفاس الناس، فالكثيرون منهم مطلوبون للحكومة بسبب مشاركتهم في الثورة، والبعض مطلوبون للخدمة العسكرية في الجيش السوري، وهناك من كان يعمل مع المنظمات الدولية ومنهم من يعمل في الإعلام، هؤلاء كلهم خائفون ويتساءلون عن الشكل الذي ستعود به الدولة، خاصة بعد اللقاء الذي أجراه الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تحدث عن وضع قائم وأن دمشق ستأخذه بعين الاعتبار، قبل أن تعود الدولة مجدداً، لذلك هناك مخاوف لدى الناس، وتساؤلات فيما لو كان عليهم الخروج من المنطقة أو البقاء فيها، ما الذي تقوله لهؤلاء الناس؟

مظلوم عبدي:
لنكن صريحين ونتكلم بوضوح، الدولة السورية لديها نوايا سيئة، هم يريدون أن تعود الدولة وتعود الأمور كما كانت عليه قبل عام 2011. وكذلك أهداف الدولة التركية واضحة أيضاً. هناك خطر ولا نستطيع إنكار هذه الحقيقة، لكننا نقول بالمقابل إننا لا نزال على الأرض ولا نزال أقوياء، ولن تستطيع الدولة السورية ولا الدولة التركية فعل ما تشاء، نحن أيضاً عقدنا تحالفات واتفاقات مع قوى عديدة ولدينا قوة على الأرض، هناك واقع عمره ثمانية أعوام، ولدينا مؤسساتنا، ومنها المؤسسات الأمنية والعسكرية، هناك إدارة ذاتية مستمرة في عملها منذ ثمان سنوات بشكل عملي وفعلي على الأرض، وهذه ليست أمور بسيطة ولا أمور مؤقتة يمكن إلغائها بين ليلة وضحاها.

الدولة السورية لا تتصور أنها تستطيع أن تغير هذا الواقع خلال يوم أو يومين أو شهر أو شهرين أو حتى سنة أو سنتين، وأن تعيد الأمور كما كانت عليه في السابق، ليس هناك شيء من هذا القبيل، ولدينا لقاءات معهم وهم لا يملكون هذا التصور وليست لديهم القوة ليفعلوا شيئاً كهذا. والدولة السورية أيضاً لديها مشاكلها التي لم يتم حلّها بعد، فهي لم تحل مشاكلها في درعا، ولا مشاكلها في جنوبي دمشق مثل الغوطة وغيرها التي خرجت منها المرتزقة. لديها مشاكل في إدلب وغيرها من المناطق، ونحن أقوياء في المنطقة، وما سنقوله لشعبنا هو إننا لم نقبل مفهوم المصالحة والعفو الذي يطرحه النظام. لم نقبل بهذه النقاط، وقد كان لنا لقاءات مباشرة  وبطرق أخرى، وقلنا ذلك على الإعلام وكذلك للروس لأنهم يتوسطون بيننا، ولم نقبل ذلك لأن مشكلتنا ليست مشكلة مصالحات أو إصدار عفو، لأننا لم نقم بما يستدعي إصدار عفو أو يستوجب المصالحة مع الدولة السورية.

إنّ الدولة السورية وأمام مرتزقة الدولة التركية والمرتزقة من الجيش الحر ومن يسمون أنفسهم جبهة النصرة وحتى داعش قامت بترك المنطقة وراء ظهرها ولم تتحمل مسؤولياتها كدولة ولم تستخدم قوتها، فالدولة السورية هي التي فرت من المنطقة وتركتها وانسحبت إلى دمشق، وحتى قبل عامين كان يفصل بيننا وبين القوات السورية  200 إلى 300 كم والتي كانت تسيطر عليها داعش والنصرة، أما ما قمنا به نحن فكان حماية شعبنا فقط وقمنا بحماية المنطقة، وفي مناطق أخرى أيضاً قمنا بتحرير مناطق تحت سيطرة مرتزقة تركيا واحتلالها، وكذلك الأراضي التي سيطر عليها داعش، نحن من قام بتحريرها وتحرير أهلها، لأننا قمنا بواجبنا الوطني السوري، والذي كان من المفروض أن تقوم به الدولة لكننا من قام بذلك، ويمكننا القول إننا حررنا ثلث الأراضي السورية بدمائنا ودماء مقاتلي قسد الشجعان.

هذا ليس أمراً بسيطاً، فالدولة لم تتحمل مسؤولياتها، وحين يتم الحديث عن الوطنية لا أحد يستطيع أن يقوم بالمزاودة علينا في الوطنية، نحن قمنا بواجبنا الوطني، قمنا بتحرير كلّ هذه المنطقة، قمنا بتحريرها وحمايتها أيضاً، فالدولة لا تستطيع أن تقول لنا شيئاً في هذا الإطار، أحياناً تقول الدولة عنا أموراً غير مقبولة من جهتنا، لكنهم لا يستطيعون مواجهتنا بهذا الأمر خلال اللقاءات، لذلك يلجؤون إلى قول هذه الأمور على الإعلام، لأنهم لا يملكون القدرة على قول ذلك في وجوهنا، لأنهم هم من تركوا هذه الأماكن وفروا، فالدولة هي من تركت الرقة وتركت دير الزور وفرت، وكذلك منبج والطبقة، تركت هذه المناطق لداعش، لسنا من فعل ذلك، لكننا قمنا بتحرير هذه المناطق وحمايتها، لذلك فإن موقفنا قوي ويدنا قوية، والدولة لا يمكنها المجيء إلى مناطقنا في ليلة وضحاها، لذلك ليطمئن شعبنا، ليس هناك شيء من هذا القبيل.

ما نقوله الآن بإننا جزء من سوريا وإننا لا نريد تقسيمها كما يروج البعض. ليست لدينا نية لإنشاء دولة منفصلة في سوريا، ما نقوله هو إن الكرد لديهم حقوق ويجب أن يحصلوا على هذه الحقوق، وكذلك فإن للمكونات الأخرى من عرب وسريان وغيرهم حقوق ويجب أن يحصلوا عليها، ولقاءاتنا وحواراتنا مع الدولة السورية تتم على هذا الأساس.

إن قامت الدولة السورية بتحمل مسؤولياتها وواجباتها وعقد اتفاق فإننا سنخطو باتجاهها خطوة، لكن إن استمرت باستخدام الخطاب الذي تستعمله الآن وتصر عليه فإن هذه المسألة ستستغرق وقتاً طويلاً، وربما تدوم أعواماً، هذا هو واقع الحال.

لذلك نحن نقول لشعبنا إننا أقوياء الآن، وهذا الواقع لن يتغير بين ليلة وضحاها، ولن يستطيع أحد أن يغيّر شيئاً في الأمر بالقوة، وإن حصل أيّ تغيير فإنّه سيكون عبر تفاهمات ولقاءات، ونحن أيضاً سنكون واضحين مع شعبنا وسنكشف كل ما يحصل ولن نقوم بإخفاء أي شيء عن شعبنا.

والدولة السورية أيضاً لن تستطيع أن تمارس تغييراً بهذه السهولة، الأمر الذي تفاهمنا عليه مع الحكومة السورية هو أنه ثمة موضوعاً وطنياً، موضوعاً وطنياً سورياً، وهو حماية الأراضي السورية من محتلي الخارج، أي من الدولة التركية والمرتزقة المدعومين منها.

حالياً هناك تفاهم بيننا وبين الدولة السورية على هذا الأمر، وفي الجبهة التي نلتقي فيها مع الأتراك على الحدود السورية التركية وكذلك المناطق التي احتلتها تركيا مع مرتزقتها أي في منطقة سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض، قواتنا وقوات الدولة السورية تقف معاً في هذه المناطق ضد هؤلاء المحتلين، تفاهمنا هو على هذا الأمر وهو أمر صائب، لأن حماية الأراضي السورية ليست مهمتنا وحدنا، بل هو واجب الدولة السورية أيضاً. خارج هذا الأمر هناك لقاءات.

شيرين:

تحدثتم عن هذا الأمر أيضاً، أحاول أن أطرح عليك أسئلة تدور في أذهان الناس. الآن هم أيضاً نفذوا الخطوة الأولى ونشروا قواتهم على الحدود، لكنكم قلتم سابقاً إن هذا الأمر سيعقبه تفاهمات سياسية، الآن لننتقل إلى موضوع آخر. فيما يتعلق بالتعليم، ثمة مدارس مرتبطة بالإدارة الذاتية، وقد تربى جيل كامل ودرس بلغته الأم ويتحدث بها، ما وضع هؤلاء، ووضع المؤسسات التي يتم افتتاحها، لأن الحياة كانت تمضي بشكل جيد، وكان هناك أمان في المنطقة لكن الآن هناك خوف لدى الناس الذي باتوا يتساؤلون، أيعقل أننا كنا في حلم، وهل من المعقول أن يضيع كل هذا. الآن ما هي الأمور التي تجدونها مصيرية ولن تقبلوا الإفراط بها أو التفاوض عليها؟

مظلوم عبدي:

لا أبداً، هذا ليس حلماً، لأنّه قد تحقق بدماء الشهداء، وبمجهود كبير، فطوال ثمان سنوات كنا نناضل، لذا ليس من السهولة أن تزول هذه الأمور، ما تحقق لم يتحقق بسهولة وكان ثمنه غالياً، لذا سيظلّ كذلك، فما يأتي بسهولة يذهب بسهولة، وما يأتي بنضال كبير وبثمن غال لا يذهب، دفعنا 11500 شهيد وآلاف الجرحى، لذلك لن يذهب الأمر سدى، نحن نقوم بالتواصل عن طريق روسيا، وبإمكاننا القول إن الموضوع له جانبان ومرحلتان، مرحلة متعلقة بالأمور العملية وهي التي نسعى لحلها الآن، وأخرى مرتبطة بالأمور المصيرية بمعنى أنها متعلقة بشعبنا وبحياتنا اليومية، وهناك موضوع آخر متعلق بالحلول الكلية العامة وهي تحتاج إلى وقت، نحن الآن وافقنا على مجيء النظام ليتحمل مسؤولياته الوطنية لأنه كان قد تخلى عن مسؤولياته وترك المنطقة، الآن قمنا بإفساح المجال أمامه للعودة والانتشار على الحدود في سري كانيه/ وتل أبيض مع قواتنا، وأن يقفوا بمواجهة المحتل التركي وأن يعود حرس الحدود مرة أخرى إلى الحدود كقوة رسمية للدولة، هذا يعتبر بالنسبة لنا تنازلاً، لأننا إن لم نمنحهم المجال لما حدث هذا الأمر ولما كان ممكناً، وفي مقابل هذه الخطوة وما نريده من الحكومة وما نريده عمليا وبمساندة روسيا أيضاً، ينبغي على الدولة السورية أن تتخذ خطواتَ حيالها، أحدها موضوع دراسة الأطفال، فهذا الموضوع هو موضوع إنساني ومعظم شعبنا معني به، وكما نعلم فهناك ثمان سنوات من التدريس وهناك مئات الآلاف من الأطفال الذي يدرسون، لذلك ينبغي أن يتم تقديم ضمانات ونطالب أن يصبح هذا النظام التعليمي رسمياً، وقد طالبنا الحكومة السورية بهذا الأمر وبشكل خاص تحديداً، لأن الدولة السورية عليها القبول بالنظام التعليمي أي بمعنى أن تعترف به.

وبالنسبة للشهادات التي يحصل عليها هؤلاء الطلاب، فعلى الحكومة أن تقبل بها في الجامعات السورية وأن يتم قبول كل المستويات الدراسية. أما الموضوع الآخر فهو الموضوع العسكري والأمني، لدينا حالياً نحو 100 ألف من أبناء المنطقة أقصد شبابنا ممن يقومون بواجبهم في صفوف قسد وواجب الدفاع الذاتي والأسايش، هؤلاء أيضاً يقومون بواجبهم حتى الآن، ويقومون بواجب وطني، وهؤلاء أيضاً ينبغي أن يصبحوا رسميين وقد طالبنا بذلك أيضاً، أي أن تتحول قسد إلى مؤسسة عسكرية رسمية، فمن خدم في قسد أو حارب داعش وقام بحماية هذا التراب ينبغي القبول به بشكل رسمي، وكذلك الأمر بالنسبة لقوى الأمن الداخلي (الأسايش) هؤلاء أيضاً حموا هذه الأرض وحموا هؤلاء الناس، وحافظوا على استقرار المنطقة حموها من الإرهاب وبذلوا جهوداً وتضحيات كبيرة، لذلك يجب أن يتم قبولهم بشكل رسمي، هذه هي مسائل أساسية  ومتعلقة بحياة الناس وربما مرتبطة بمئات الآلاف من الناس أو ربما بمليون إنسان، والدولة السورية عليها أن تقبل بهؤلاء، نحن كقوات قسد نريد أن نطرح هذه المطالب وندع الدولة السورية تطرح هكذا كخطوات إيجابية، ولا زلنا نواظب على الأمر ونؤمن بأننا سنحصل على نتيجة لأن الدولة السورية إن لم تقدم على خطوات في هذا الإطار فإننا لن نكون مستعدين على المضي بخطوات أخرى في مجالات أخرى، أما المواضيع الأخرى فهي مواضيع متعلقة بالدستور والحلول للمنطقة بأكملها وهذه تحتاج إلى زمن طويل، وهذا الموضوع هو عمل الهيئات وتحتاج لزمن طويل، وربما سحتاج إلى لقاءات مطولة حتى تحل.

شيرين: 

الآن يجتمعون في جنيف ليضعوا دستوراً جديداً لأجل سوريا

مظلوم عبدي:

نحن وقفنا ضد الأسلوب الذي تسير به الأمور، وقد أبلغنا أمريكا وروسيا بموقفنا وبأننا لن نقبل هذا الأمر، وأننا من المستحيل أن نقبل أي شيء لا نكون جزءاً منه، والقرارات التي سيتم إقرارها بهذا الشكل لن تكون نافذة في مناطقنا. في الحقيقة فإن الأسلوب الذي تعاملوا به ليس إيجابياً، لكن هناك تقدّم، روسيا تعمل على أن يكون هناك ممثلون عن المنطقة وبالأخص ممثلون عن الكرد في اللجنة الدستورية، وأمريكا والدول الأوروبية وخصوصاً فرنسا وبريطانيا، يبحثون في إمكانية ضم ممثلين عن شمال شرقي سوريا وأن يكون لهم رأي ورؤية، هناك تقدم في هذا الإطار إذا ما قسناه بالسابق.

شيرين:

لكن الإدارة الذاتية أيضاً قالت إنها لن تقبل بمخرجات اللجنة الدستورية ولن تقبله على الأرض لأنها غير ممثلة أو موجودة في تلك اللجنة.

قلتَ أنه ينبغي أن يكون هناك ممثلون من المنطقة، أنتم كقوات سوريا الديمقراطية هل ستقبلون بأي شيء يخرج عنها إن لم تكونوا مشاركين هناك؟

مظلوم عبدي:

لن نقبل إن لم نكن موجودين. ولدينا شروطنا أيضاً، فلدينا رؤى وآراء، فعلى سبيل المثال إن لم يكن لقوات سوريا الديمقراطية مكانتها المناسبة وخصوصيتها ضمن نظام القوات السورية، وإن لم تكن مستقلة وألا يتم الأخذ بعين الاعتبار هذا النضال طوال ثمان سنوات، فلا يمكن أن نقبل.

ما يعنينا كجيش، كقوة عسكرية أن هناك أكثر من 100 ألف شاب قاموا بواجبهم العسكري وحافظوا على استقرار هذه المنطقة، سواء من قسد أو الأسايش، هؤلاء إن لم يتم النظر إلى حقوقهم ووضعها في الدستور السوري، لن يكون من الممكن أن نقبل به، لكن في ذات الوقت فإن مصالح شعبنا تعنينا لأننا نقاتل لأجل شعبنا، فعندما لا تتم مراعاة مصالح شعبنا سواء الشعب الكردي أو الشعوب الأخرى في المنطقة سواء العرب أو السريان لن يكون من الممكن أن نقبل بأي شي يصدر عن تلك اللجنة.

شيرين:

لنعد إلى الأرض مرة أخرى، هناك قوى أمريكية وروسية وقوات سورية، يتداول الناس فكاهة، يقولون إن شرطة الترافيك (المرور) لم تعد تعرف كيف تسيير الدورية الروسية أو الأمريكية.

باتجاه عامودا - الدرباسية تخرج دوريات مشتركة روسية - تركية، أما باتجاه ديرك/ المالكية ورميلان هناك دوريات أمريكية وعلى الحدود هناك القوات السورية. هذه الخارطة الجيوسياسية هل ستبقى كما هي عليه الآن، أم أنها ستتغير؟

مظلوم عبدي:

في الحقيقة، خلال هذا الشهر الأخير استجد وضع جديد في المنطقة، سابقاً كان الوضع مختلفاً، لكن بعد قرار الرئيس الأمريكي، ترامب، بالانسحاب وبدء القتال ودخول الأتراك إلى هذه المناطق انقلبت الموازين، هذا الواقع والوضع مؤقت ولم يستقر بعد، والأشياء التي قلتها إنتِ الآن تطفو على السطح بسبب هذا الوضع، وكذلك الشعب لم يدرك هذا الأمر بشكل جيد بعد، الأمر في حقيقته لم يستقر بعد، جميع القوى تريد اتخاذ موقف على ضوء المتغيرات الجديدة وأن تتوضح مواقعهم ومعرفة ما سيفعلونه، واللقاءات قائمة بين جميع الأطراف، فمن ناحية، هناك قتال ومن ناحية أخرى هناك لقاءات موسعة، لدينا لقاءاتنا مع النظام السوري ومع الروس أيضاً ومع الأمريكيين، وكذلك هناك لقاءات روسية أمريكية وكل طرف لديه لقاءات مع بقية الأطراف الأخرى وذلك من أجل أن يعرف كل طرف موقعه على ضوء الواقع الجديد وكي يتضح ويعرف ما الذي سيفعله، لكن أعتقد أن الأمور باتت تتضح أكثر كلما مضى الوقت، قد يكون ذلك في الأسابيع المقبلة وليس في الأشهر المقبلة. في الأسابيع المقبلة سيكون بإمكاننا أن نقول شيئاً واضحاً لشعبنا، وسيقول كل طرف موقفه، الآن اتضح الموقف الأمريكي فهناك بعض المواقع التي ستبقي أمريكا فيها قواتها.

(شيرين مقاطعة: شرقي حقول النفط)

مظلوم عبدي:
المسألة ليست كذلك فمع أنّ المنطقة فيها حقول نفط إلا أنّ المنطقة هي منطقتنا، فهم سيبقون في شرقي سوريا من ديريك/ المالكية وسيمالكا حتى دير الزور والبوكمال، أي الخط الشرقي لسوريا ستكون فيه قوات أمريكية ومن ضمنها القامشلي أيضاً..

في هذا الإطار سيستمر العمل المشترك مع الأمريكيين، وقد وضحنا هذا الأمر من جانبنا وهم كذلك، وسيستمر العمل المشترك ضد داعش، فلدينا سجون ومعتقلون كثر، ومتابعة ملف المعتقلين سيستمر عملنا في هذا الإطار أيضاً، وكذلك حماية آبار النفط والمؤسسات الأخرى، وسيستمر العمل المشترك في هذا الإطار أيضاً.

من جهة أخرى دخلت روسيا على الخط في الشمال حيث جاؤوا إلى منبج  وكوباني وكانوا يتواجدون سابقاً في القامشلي وهم يتواجدون في هذه المناطق وسنعمل سوية فيها، وكنتيجة لهذه الاتفاقات التي تمت سيكون في كوباني ومناطق غربي القامشلي أي في الدرباسية وتلك الأنحاء وكذلك في مناطق شرقي القامشلي دوريات روسية - تركية مشتركة مرة واحدة في الأسبوع.

الوضع مؤقت وغير واضح، لكن تتضح ملامحه كلما مر الوقت، وسيقتصر تواجد الأتراك فقط على الدوريات الموجودة،  وستعمل روسيا أيضاً مع قواتنا وسنعمل سوية، ومع الأمريكيين أيضاً، وسنستمر بهذه الطريقة، أما قوات النظام فستكون على الحدود.

(شيرين مقاطعة: كما قلتم هي ستبقى مؤقتة؟ كان هذا ملفتاً، أنت قلت أن الوضع سيتضح أكثر وستوضحون حينها للناس)

مظلوم عبدي:

الموضوع يتضح بخيوطه العامة، فالمناطق صارت واضحة، فمناطق الأمريكيين باتت واضحة وكذلك مناطق الروس والنظام، وكما قلنا إن الأتراك أيضاً احتلوا مناطق ومتمركزون فيها، لذلك بشكل عام الخطوط العامة أصبحت واضحة، وما أقوله أنا هي مسألة تفاصيل، ونعمل على المعلومات أو الداتا والتي ستوضح الأمور خلال 10 إلى 15 يوماً.

هذه الداتا هي معلومات حول تفاصيل تمركز كل قوة، وشكل العلاقة بيننا وبينها، وحينها سنكشف هذه التفاصيل للشعب أيضاً ونوضحها لهم وعلى أساسها سنستمر في العمل.

شيرين:

لنعد مرة أخرى إلى سري كانيه/ رأس العين والمنطقة التي يطلق عليها الأتراك أو ما يسميها أردوغان بـ "المنطقة الآمنة"، على ضوء مباحثاتكم مع الروس كيف سيكون الوضع، وهل سيبقى على حاله، أم أن الوضع سيتغير؟

مظلوم عبدي:

هذا الواقع لا نقبله وأي وطني سوري لا يقبله لذلك نحن أيضاً لا نقبله لأنه احتلال وتغيير ديموغرافي وتهجير للشعب وإبادة للشعب الكردي، وليس ممكناً القبول بهذا الأمر، وقد أوضحنا هذا الأمر للجميع، لكن حدثت اتفاقات مع روسيا وكذلك مع أمريكا وتركيا أيضاً، وقبلنا بهذه الاتفاقات، لكن كانت لدينا تحفظات، مثل الموضوع المتعلق بقبول الاحتلال التركي بشكل دائم، بالنسبة لنا لن نقبل أبداً بالاحتلال التركي، ولم نقبل بتواجد قوى مرتزقة مرة أخرى، نحن لم نقبل بهذا.  

لأردوغان مشروع ويسميه بـ "منطقة آمنة" يرغب أن ينقل إليها ثلاثة ملايين شخص، سنخوض ضد هذا المشروع نضالاً واسعاً، هذا ما قلنا للجميع.

لدينا إدارات في هذه المنطقة، والمرحلة الأولى يجب أن تتضمن عودة  النازحين من سكان المنطقة وخاصة شعبنا الكردي، لأن المرتزقة والأتراك يستهدفونهم، وحتى اتفاق روسيا أيضاً وكذلك الاتفاق الأمريكي التركي، توجد فيها نقاط تؤكد حماية حقوق شعبنا مثل الحق في العودة والحماية، نحن نعمل لأجل هذا الأمر حتى تظهر آلية عمل ومراقبة دولية من جميع الأطراف التي عملت معنا ويعود الناس بشكل آمن وسالم إلى مناطقهم، وألا تتخذ إجراءات خاطئة بحقهم، الآن نعمل مع الجميع وبخاصة أمريكا وروسيا والدول ذات الصلة على هذا الأمر، وهذه هي النقطة الأولى وهذا هو عملنا الأساسي، ويجب أن يتم تنفيذه في وقت قريب.

(شيرين مقاطعة: كان هناك مخطط ألماني أيضاً، لنشر مراقبين بينهم أوروبيون، هل أنتم على تواصل معهم أيضاً؟)

مظلوم عبدي:

المخطط الألماني مختلف كلياً، وهو مخطط طويل الأمد، فهم يريدون هذا الأمر لكامل المنطقة، وأن تنشر قوات دولية، لكن لدينا ملاحظات، فقبل أن تقوم تركيا باحتلال هذه المناطق كانت الكثير من الأطراف ترغب القيام بشيء كهذا، وأمريكا بالذات كانت تريد أن تنفذ شيئاً مماثلاً بوجود قوى أوروبية، لكن أوربا لم تقبل هذا الطرح، لذلك من ينتقد ألمانيا والدول الأخرى محقون في ذلك، لأننا طلبنا منهم المجيء قبل القتال لكنهم لم يقبلوا بذلك، وبعد أن بدأ القتال يقولون إنهم سيأتون، هذا انتقادنا نحن أيضاً، لكن مع ذلك فإننا ندعم هذا المخطط لأنه جيد على المدى الطويل فدخول قوات دولية فاصلة بيننا وبين الأتراك أمر جيد وليس أمراً سيئاً، لكننا نتحدث عن مخططات تمنع حصول التغيير الديموغرافي وتمنع إبادة الشعب الكردي، لذلك نعمل على هذه النقطة، وسيكون عملنا الأساسي هو تحرير هذه المناطق، ربما الآن أولوياتنا هي وقف القتال وعودة النازحين إلى مناطقهم، لكن الخطوة التالية ستكون تحرير هذه المناطق مرة أخرى.

شيرين:

من جهتكم تقولون إنكم تقبلون بتواجد قوات دولية، وتفسحون المجال لانتشار القوات الحكومية للقيام بمسؤولياتها الوطنية، وتقبلون بالتواجد الأمريكي والروسي أيضاً، إلى أي مدى تستطيع قسد أن تجمع بين هذه الأطراف وتتعامل معها، رغم أن كل هذه القوى غير متوافقة مع بعضها البعض؟

مظلوم عبدي:

حتى يتم التوصل إلى حل لكل سوريا، طلبنا هذا من جميع الأطراف، لكن لا نريد أن يتم فهم الأمر بهذا الشكل، نحن لم نطلب من أمريكا أن تبقى هنا إلى الأبد، أو كما يقول ترامب إنهم سيبقون لـ 400 عام هنا. لم نطلب من أحد شيئاً كهذا، ولا نريد هذا الأمر من روسيا أيضاً.

ما نريده هو أنّ هناك مرحلة قد بدأت ضد داعش، ومرت شعوب المنطقة بظروف صعبة، وقد دخلنا هذه المرحلة سوية،  وهي لم تنته بعد، فلا تزال الحرب ضد داعش مستمرة، وهناك مخاطر من أن تقوى شوكة التنظيم مجدداً، وسكان المنطقة لا يزالون قلقلين. ولم يتم حلّ مشكلة سوريا بشكل عام، ولا يزال هناك خطر حدوث حرب أهلية كبيرة في سوريا، وتهديدات الدولة التركية، وهناك الكثير من المشاكل الأمنية والأسباب التي دفعت بهذه القوى للقدوم.

لا نريد من هذه القوى سوى شيء واحد، أن يستمروا بالتواجد هنا حتى تحل كل هذه المسائل وعقد مصالحة بين الشعب السوري عامة، والاتفاق حول دستور وإدارة، حينها سنقول لهم تفضلوا بالخروج، لكن من الآن وحتى ذلك الحين، فإن تواجد هذه القوى ضروري، لتحقيق التوازن، لكي لا يلجأ طرف إلى التعدي على طرف آخر، وأن لا يفرض مخططاته، وحتى يتم تحديد مستقبل سوريا وفقاً لمصالح الشعب السوري. والإعلان عن حلّ يرضي الشعب السوري عامة، وبقاء هذه الدول سواء كانت روسيا أم أمريكا أم أي دولة أخرى، هو لهذا الأمر وتواجدهم ضروري.

شيرين:

كنا ننتظر ترامب ليغرد على تويتر حتى نرى قراراته، وقد أعطى قراراً بسحب كامل القوات من المنطقة والاتجاه إلى كردستان العراق، لكن بعد ذلك تمت إعادة تلك القوات ويتحدث الآن عن حقول النفط، ثم يقول إنه سيستمر في العمل مع حلفائه على الأرض في إطار محاربة داعش والقوى الإرهابية، لكن ليس من الواضح ما ستكون عليه التغريدة التالية وما الذي ستحدثه من فوضى في العالم، بالنسبة للقوات الأمريكية التي عادت، هل تم إبلاغكم بأماكن تمركزها، أنت تحدثت عن أنها ستكون من المالكية / ديريك وحتى دير الزور، لكن كان الحديث يجري حول عدم إمكانية تواجدها في القامشلي بسبب تواجد قوات النظام السوري، لكننا نرى أن كل شيء يسير هكذا ولم يتوقف شيء، هل أبلغوكم عن أماكن تمركزهم بالتحديد؟

مظلوم عبدي:

نعم قبل هذا اللقاء بساعة كان لدينا لقاء مع الأمريكيين وتم توضيح كل شيء، وأماكن تواجدهم، أماكن تواجدهم واضحة، هم سيتواجدون مع قواتنا سيبقون في القامشلي والمالكية / ديريك ومناطق الجزيرة وفي الحسكة وفي دير الزور والشدادي وفي الأماكن التي يتواجدون فيها الآن وأماكن أخرى أيضاً.

شيرين: 

هل هذا يعني أن تغريدات ترامب لم تطبق كلها على أرض الواقع، وبحديثنا عن تويتر أنت لم تكن تملك حساباً على الموقع لكن بعد أن وجدت أن الأخبار تنتشر على تويتر قمت بإنشاء حساب، هل رأيت أن لهذا الأمر ضرورة ربما للرأي العام والرأي العام العالمي، هذا السؤال بقي عالقاً في أذهان الناس؟

مظلوم عبدي:

في الحقيقة أنّ الأمر مرتبط بالضرورة، في السابق لم يكن هناك شيء كهذا، ولم نكن نفكر بأمر كهذا أيضاً، لكن وقعت أحداث متسارعة وكان هناك داع من طرح بعض الإجابات وإبلاغ شعبنا بما نفعله، وتوضيح الأمور، لذلك وجدنا أن الأمر ضروري، وأتصور أن لهذه الخطوة فوائد.

شيرين:

نعم، كان لها ضرورة وضرورة كبيرة، لأن تغريدة واحدة أحياناً يكون لها أثر كبير، فقمت مثلاً بنشر تغريدة عن وحدة الصف الكردي وقد تم تداول التغريدة بشكل كبير حول طريقة قيامكم بهذا الأمر وبأي شكل ستعملون على توحيد الصف الكردي، وبأي طريقة ستلتقي القوى السياسية الكردية وما المطلوب منها وما هو المطلوب من القوى الكردستانية؟

مظلوم عبدي:

الأمر الذي جعلنا نتحسس أهميته هو أننا كقوات سوريا الديمقراطية نعمل على الأرض، وجميع الناس يعتبروننا في موقع المسؤولية، ويلتقون معنا، لذا نحن مضطرون لأن نخطو خطوات عملية، وأن نقوم في كثير من الأحيان بعقد اتفاقات، الأمور تجري على هذا النحو، فمثلاً في الشهر الماضي، عقدنا اتفاقات جديدة مع أمريكا وكذلك مع روسيا وعقدنا لقاءات مع النظام، وما الذي سنفعله مع مجيء القوات السورية وما الذي علينا فعله في الكثير من القضايا التي تتعلق بمصير شعبنا.

النقطة الاولى أننا لم نكن نود أن نقوم بهذا الأمر وحدنا، بمعنى أن العمل الذي نقوم به يحدد قدر شعبنا، صحيح أن هناك إدارة ذاتية ونتواصل معها ونعمل معها، لكن الأمر المفروغ منه أن في المجتمع الكردي طيف واسع قوى عديدة، وهناك حركة كردية عامة.

في البداية كنا نريد أن نبلغ الحركة الكردية ككل، ليكونوا معنا ونتخذ القرارات سوية، ولكي لا نتخذ نحن كقوات سوريا الديمقراطية القرارات وحدنا، ولأجل هذا الأمر يجب أن تكون هناك آلية عمل، وأن يتحدوا ويكونوا مع بعضهم البعض،  حتى نتمكن من أخذ آرائهم، وأن نتشاور سوية لنخطو معاً ولا نتخذ الخطوات وحدنا، وهذا هو السبب الأول، والسبب الثاني أننا في هذا الظرف المصيري الذي يحدد مصير شعبنا نرغب أن يكون الشعب الكردي موحداً في مواجهة الخارج، فمهما كانت هناك خلافات كردية، ومهما كانت هناك عداوات، لكن في مواجهة الخارج وفي مواجهة الأعداء والأصدقاء يجب أن يكون الخطاب الكردي موحداً وحتى هيئاتهم حتى يجتمعون مع الآخرين، وعندما يقع خطب ما نستطيع أن نقول أن كل الشعب الكردي خلفنا، لذلك ينبغي أن يكونوا موحدين، أنا أؤمن بأنه مهما كانت هناك خلافات كردية كردية ومهما كانت عظيمة لكن ينبغي أن نكون أمام العالم وأمام الأعداء والأصدقاء موحدين، لأجل ذلك كان الأمر ضرورياً، لذلك أطلقنا هذا النداء، وقد التقينا في هذه الفترة مع جميع الأطراف واعتقد أننا لم نترك أحداً دون أن نلتقيه وبدون استثناء.

الجميع أبدى سعادته ونحن في قوات سوريا الديمقراطية مستعدون لدعم ومساندة هذه الخطوة، الجميع أبدى هذا الاستعداد، فمثلا كان لدى ENKS بعض المطالب، وقلنا لهم بطيب خاطر أننا سنأخذ هذه المطالب بعين الاعتبار، فلسنا ضد هذه المطالب، فلو كان ثمة شيء من شأنه أن يخدم مصلحة شعبنا فلم لا، إذاً الخطوة الأولى تمت، التقينا مع الجميع والكل عبر عن رأيه بوضوح، الآن سنخطو خطوات جديدة، خطوات عملية.

كأن يكون (شيرين مقاطعة: كأن يحصل مؤتمر، كونفراس)

مظلوم عبدي:

أن يعقد مؤتمر أو كونفراس بحضور الجميع ليحددوا أهدافهم وآليات العمل أو تأسيس مرجعية أو تأسيس إدارة، بالنسبة لنا نحن طرف عسكري ولا نريد أن نخوض كثيراً في العمل السياسي، لكننا نريد أن تكون هناك قوة سياسية تساندنا قوة سياسية قوية ووحدة سياسية،

 (شيرين مقاطعة: خاصة أنّ جميع الأطراف السياسية تثق بكم، ربما هناك خلافات سياسية، لكن الجميع متفق أن قوات سوريا الديمقراطية تحميهم).

مظلوم عبدي:

كل الاجتماعات التي عقدناها مع جميع الأطراف قالت ذات هذا الكلام، نحن الآن في انتظار أن نخطو سوية خطوة عملية.

شيرين:

وحدة الصف هذه التي تودون أن تتفعل، وتشتد وتقوى بها المنطقة أكثر، هل ستكون في الإطار السياسي فقط، أم أنها من الممكن أن تكون في المستوى العسكري أيضاً؟

مظلوم عبدي:

الآن تكمن الضرورة في الجانب السياسي، أما فيما يخص الجانب العسكري فإننا نقاتل منذ ثمان سنوات، وقد قدمنا الكثير من الشهداء، ونحن في قوات سوريا الديمقراطية نرى أن قواتنا تمثل الجميع، ومن يريد القتال بإمكانه أن ينضم لقوات سوريا الديمقراطية ويقاتل معها، فقوات سوريا الديمقراطية ليست قوة صغيرة، بل هي مظلة، ومن يريد القتال تحت مظلتها بإمكانه ذلك، والطريق مفتوح أمام الجميع، فالقوات السورية أرادت الوقوف في وجه تركيا فأفسحنا لهم المجال، وهم أيضاً بجانب قوات سوريا الديمقراطية، وقد منحناهم الدور الذي يرغبون في لعبه، في الجانب العسكري أعتقد أننا قمنا بدورنا، الموضوع ليس هنا، موضوعنا ومشكلتنا هي في الواقع السياسي، فنحن نحتاج وحدة سياسية، ونحتاج في قوات سوريا الديمقراطية لمساندة سياسية قوية.

نحتاج مساندة كردستانية، ونحتاج مساندة من روجآفا، النقص يكمن هنا، لذا يجب أن نقوم بإتمامه، ونحن لا نقبل أن تكون هناك قوة عسكرية كردية من روجآفا تتلقى مواقفها من قوى معادية للكرد، ونحن لا نقبل هذا الأمر أبداً، نحن أطلقنا نداء للكرد حتى يكونوا يداً واحدة في المقاومة، وإن كانت هناك قوى عسكرية لا تريد أن تكون مع قوات سوريا الديمقراطية وترغب في أن تكون مع الجيش الحر أو غيره، مع المرتزقة أو من يسمون أنفسهم "الجيش الوطني"، أو غيرهم ممن يريدون احتلال أرضنا وتهجير ناسنا وأهلنا،  ومهما يكن هؤلاء لن نقبل بهم.

شيرين:

نشكرك جزيل الشكر على هذه الفرصة حيث أجرينا هذا اللقاء معكم، وفي النهاية ما الذي تود قوله لمستمعي ومتابعي آرتا وأهل المنطقة.

مظلوم عبدي:

أنا بدوري أشكر قدومكم إلى هذا المكان.

نحن نقول لشعبنا رغم مرورنا في هذه الظروف العصيبة، ووجود صعوبات كثيرة، لكن قدر الشعوب هكذا ولا يسير بدون صعاب. لكن نود القول أيضا أنّ هذا الوقت هو الوقت الذي يتضح فيه قدر شعبنا، صحيح أن هناك صعوبات ومخاطر لكن يدنا أقوى من السابق بأضعاف المرات، والمجالات التي نحن فيها أصحاب قوة أصبحت أضعاف ما كان في السابق، وإن أردنا مقارنة الصعوبات مع نقاط القوة فإن مجالات قوتنا هي أضعاف الصعوبات، الآن باتت جميع شعوب العالم تعرفنا، وتساندنا، وبهذه الطريقة فإن الدولة التركية لن تستطيع أن تمارس مجازر كبيرة بحقنا، لأن جميع الدول ضدها والشعوب ضدها، ونحن أقوياء على الأرض، والنقاط التي من شأنها أن تمنحنا النجاح هي أضعاف النقاط التي من الممكن أن تعيدنا إلى الوراء، لذلك علينا أن نؤمن بقواتنا وأن نؤمن كذلك بالمكاسب التي حققناها طيلة ثمان سنوات، وأن نكون مؤمنين بأن هذه الروح المضحية لشعبنا طيلة ثمان سنوات في هذه الثورة لن تذهب سدى.

والتضحيات التي قاموا بها حتى الآن، والروح الفدائية التي منحت حتى الآن، كل هذه الأمور لن يستطيع أحد تجاوزها بسهولة، يجب أن يؤمنوا بقوات سوريا الديمقراطية حتى النهاية، وأن يستمروا في مساندتها نحن راضون عن مساندة الشعب لنا، فقد كان معنا طيلة ثمان سنوات، وفي هذه الفترة التي نقترب فيها من جني النتائج نريده إلى جانبنا وبمساندتنا بشكل أكبر، لكي ننتصر معاً.

من لم يكونوا يرغبون في حل القضية الكردية هم الآن أقرب إلى تقبل حل القضية الكردية، والذين لم يكونوا يريدون تقديم تنازلات للكرد هم أقرب اليوم لتقديم التنازلات للكرد. والقوى الدولية التي كانت تغض الطرف عن حقوقنا هي أقرب إلينا الآن وترغب في الوصول إلى نتيجة.

بالنسبة إلي أنا متفائل بأننا سنصل إلى نتائج طيبة، وانتصار قوي لشعبنا.

شيرين: كل الشكر لك، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، شكراً لك.

وكل الشكر لكم مستمعي ومتابعي آرتا طابت أوقاتكم.

 

 

كلمات مفتاحية

قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي روجآفا قسد شمال شرقي سوريا