تقرير إذاعي

تقارير إذاعية يعدّها مراسلو آرتا عن آخر التطورات والأحداث والقضايا التي تهمّ الناس في المنطقة

جثمان الفنان الراحل سعيد يوسف يوارى الثرى في مسقط رأسه بالقامشلي

لا يحدث هذا كل يوم، أن تُعزف الأغاني وأن تُسمع الموسيقا وأنت تدفن شخصاً عادياً، لكن هكذا ودعت مدينة الحب القامشلي، كما كان يحب أن يسميها، فنانها الكبير، سعيد يوسف. 

إذن، هي لحظة الفراق بين القامة الفنية العالية، ومدينته التي أحب وألف عنها الكثير من الأغاني ونظم لها قصائد وألحان تصدح بها حناجر أبنائها دائماً. 

ودعت القامشلي أمير البزق بعد مسيرة فنية طويلة، استمرت أكثر من نصف قرن، أنتج خلالها أكثر من 700 أغنية، ونال فيها نحو 25 جائزة محلية ودولية. 

مسيرة فنية حافلة بالعطاء لن يطالها النسيان في قلوب عشاقه وجمهوره العريض، نسج الراحل خلالها أغانيه بتقاسيم من سحر، وترك ألحانا ستبقى خالدة في أرشيف الموسيقا الكردية، وفي ذاكرة محبيه. 

في مقبرة قدور بك، حيث أوصى أن يُدفن جثمانه، خيمت مشاعر الحزن والأسى التي عبر عنها المئات من المشيعين الذين حملوا جثمانه من مدخل المدينة الشرقي بعد وصوله من إقليم كردستان العراق عبر معبر سيمالكا. 

وكما كان متوقعاً، وخلافاً لتقاليد التشييع المعروفة، بُثت أغاني الفنان الراحل عبر مكبرات الصوت ليمتزج إيقاع غنائه وألحانه مع صيحات البكاء في مشهد استثنائي. 

شارك، إلى جانب المشيعين، سياسيون وفنانون ومثقفون وإعلاميون من مختلف مكونات المدينة التي عاش وصقل موهبته الفذة فيها، إضافة إلى فعاليات اقتصادية واجتماعية ودينية من مختلف المذاهب والأديان.

أثار رحيل الفنان الكبير منذ إذاعة خبر وفاته موجة حزن عارمة، لأن تجربته الفنية لامست عبر الغناء والعزف والتلحين والتأليف، مشاعر الكثيرين طيلة عقود لما تميزت به من بساطة وعفوية وسهولة. 

ولعل ما تركه من إرث فني هائل سيخفف من وطأة الرحيل التي عبر عنها الكثير من الفنانين الكرد والعرب والسريان ممن رافقوا الفنان خلال مسيرته الطويلة منذ بدايتها.

 

كلمات مفتاحية

سعيد يوسف الفنانين الكرد القامشلي