أمل علي

مراسلة آرتا إف إم في المالكية/ ديريك

بعد أكثر من نصف قرن.. مزارع بالمالكية يخوض تجربته الأولى بزراعة الأرز

يتابع، رفعت حاج علي (44 عاماً)، على أطراف قرية (كاني كرك)، في ريف المالكية (ديريك)، حقل الأرز بشغف، خصوصاً وأن تجربته هذه لا تعتبر الأولى بالنسبة له فحسب، بل هي أول تجربة لزراعة الأرز على الإطلاق، بعد أن توقف هذا النوع من الزراعة في الجزيرة، منذ عقود. 

وجاء قرار، حاج علي، خوض هذه التجربة، بعد تدفق مياه نبع (كانيحجيرى) القريب من القرية، خلال فصلي الشتاء والربيع الماضيين، بفضل هطول كميات كبيرة من الأمطار.

"زرعت خمسة دونمات من الأرز واعتبرتها تجربة، وخصوصاً، هذا العام، بسبب كثرة المياه والينابيع، خلال الشتاء الماضي، لذلك قمت باستيراد البذار من إقليم كردستان العراق، وحتى الآن، أعتبر التجربة ناجحة. قرأت كل ما يتعلق بزراعة الأرز على (الإنترنت)، بالإضافة إلى أن كبار السن الذين كانوا شاهدين على زراعته في المنطقة، سابقاً، شجعوني على ذلك".

يبذل، حاج علي، جهده لتمتلئ إحدى السواقي بالمياه، ويعمل بعد ذلك، على سدها وفتح المجال لتدفق المياه إلى ساقية أخرى، وهكذا حتى ينتهي من سقاية الحقل كله، بشكل دوري.

ويصف، حاج علي، تجربته بـ"الناجحة"، ويشجع غيره من المزارعين على البدء بزراعة الأرز، في حال توفرت في مناطقهم الأنهار والينابيع، لما لهذه الزراعة من أهمية على اعتبار أن الأرز مادة أساسية ومستهلكة في المنطقة، على حد وصفه. 

"إذا توفرت لدي الإمكانيات سأكرر تجربة زراعة الأرز، العام المقبل، لأنها ناجحة، وهو من السلع الأساسية، كما أشجع الجميع على زراعته، وفي حال توفر المياه فإن تكاليف زراعته قليلة. الأرز المتوفر في الأسواق مستورد وبكميات كبيرة، وإذا قام المزارعون بزراعته فإن أهميته لن تكون أقل من المحاصيل الأخرى في المنطقة".

يقول، كبرو لحدو، وهو من المزارعين القدامى ممن خاضوا تجربة زراعة الأرز في المنطقة، إن آخر تجربة له في هذا المجال تعود إلى نحو، 40 عاماً، حين زرع ثلاثة هكتارات من الأرز، وحصد، في ذلك العام، إنتاجاً وصفه بـ"الجيد".

يبلغ لحدو، الآن، (75 عاماً)، ويعيش في قرية (بركي) في ريف المالكي (ديريك)، ويقول إن المياه كانت متوفرة بكثرة، في ذلك الوقت. 

"كان الأرز يزرع بكثرة في باشوط وفي أغلب القرى المحيطة بنا، والتي تتوفر فيها المياه والينابيع، وكان المزارعون يطحنون الأرز على طريق الجرجرة، ومع مرور الأيام أنشأت طاحونة في ديريك وكانت تقشر المحصول، والإنتاج كان جيداً ويباع للتجار، ويعتبر الأرز من الأنواع سهلة الزراعة، لكن مع مرور الأيام، تضاءلت المساحات المزروعة وجفت الينابيع، حينها، لم تكن زراعة القمح منشرة، لكن وبعد ظهور المؤسسات الزراعية وقيامها بشراء المحصول وتوزيع السماد، انتشرت زراعة القمح في المنطقة".

يمضي، رفعت حاج علي، نهاره بين حقل الأرز، مقتلعاً الحشائش الضارة تارة، ومغيراً اتجاه سير المياه، تارة أخرى. 

يقول، حاج علي، إنه يحتاج، أكثر من شهرين، ليصل إلى مرحلة جني محصول الأرز، وبعدها سيقوم بتخزين قسم من الإنتاج كبذار، ليتمكن من الزراعة بكميات كبيرة، في العام المقبل.

وحتى ذلك الحين، يراهن بعض مزارعي المنطقة على مدى نجاح تجربة، حاج علي، ليقرروا، بعدها، إن كانوا سيخوضون تجربة زراعية مضى على اندثارها، أكثر من نصف قرن، فهل تكون النتائج مشجعة؟، وهل تعود زراعة الأرز إلى الواجهة لتنافس باقي المحاصيل الرئيسية؟. 

تابعوا تقرير أمل علي كاملاً:

كلمات مفتاحية

الزراعة الأرز المالكية ديريك