آلاف حسين

مراسل آرتا إف إم في الحسكة

تدهور قطاع الدواجن في الحسكة وخطط متأخرة من الإدارة الذاتية لإنعاشه مجدداً

تراجعت أعداد المداجن في محافظة الحسكة، من 740 مدجنة قبل عام 2011، إلى النصف تقريباً، بحسب تصريحات مسؤولين من الإدارة الذاتية.

وبدأ هذا التراجع منذ أكثر من ثماني سنوات، لكنه تفاقم بشكل أكبر اعتباراً منذ عام 2015، حيث شهد قطاع الدواجن تدهوراً ملحوظاً بسبب تداعيات الوضع الأمني وأزمات الكهرباء والمحروقات المتتالية.

لكن عام 2017، شهد انتعاشاً طفيفاً في قطاع تربية الدواجن بسبب عودة بعض المربين إلى سوق العمل، قبل أن ينتكس مجدداً بسبب عقبات حالت دون استمرارهم في عملهم.

وكانت تلك العقبات تشمل توقف الاستيراد من الداخل السوري لخطورة الطرق، وتكاليف استيراد الصيصان والأعلاف من دول مجاورة مثل تركيا.

وأشار بعض مربي الدواجن إلى أن الإدارة الذاتية لم تول هذا القطاع الاهتمام اللازم، منذ بداياتها عام 2014.

لكن الأسابيع القليلة الماضية، شهدت بوادر جديدة لتشكيل مؤسسة لإنعاش قطاع الدواجن ومعالجة المشاكل التي يواجهها مربوها.

يعمل، قاسم أبو عبدالله، من ريف الحسكة الجنوبي، في تربية الدجاج منذ أكثر من 12 عاماً على فترات متقطعة بحسب الظروف الأمنية والاقتصادية للمنطقة، يتحدث، لآرتا إف إم، عن بعض المعوقات التي تعترض المربين.

"نجلب الصيصان من تركيا نظراً لعدم وجودها هنا، ومع جمارك الطريق يكلف علينا الصوص الواحد أكثر من 80 سنتاً، وبعدها العلف الذي نجلبه من هناك أيضاً، وكوننا الآن مقبلون على الصيف فالجو الحار سيؤثر على الدجاج الصغير، ويجب تشغيل المكيفات لهم، ولأن الكهرباء غير متوفرة دائماً فإننا نشتري المازوت من السوق السوداء بأسعار خيالية لتشغيل المولدات."

ويطالب، أبو عبد الله، الإدارة الذاتية بفتح باب الترخيص لعمل مربي الدواجن وتقديم التسهيلات مثل منحهم تراخيص للحصول على مخصصات من المازوت بأسعار أقل من السوق السوداء.

يوافق تجار من سوق الدواجن ما يذهب إليه، أبو عبد الله، إذ يرون أن تسهيل الأمر على المربين سيحقق نوعاً من الاكتفاء الذاتي وخفض أسعار البيض ولحوم الدجاج.

ويقول هؤلاء التجار إن حاجة السوق في مناطق الجزيرة تعتمد بنسبة 56 % على لحوم الدجاج المستوردة من تركيا وكردستان العراق ومحافظات سورية أخرى، إلى جانب استيراد البيض من إقليم كردستان وتركيا.

أدت كل هذه الأسباب إلى ارتفاع أسعار لحوم الدجاج من 175 ل.س منذ عام 2012، إلى 1500 ليرة عام 2019، الذي يشهد حالياً تأرجحاً في الأسعار.

تمتاز تجارة لحوم الدجاج بأرباحها المرضية للمربين، خصوصاً وأن البيع يتم بعد انتهاء دورة تربية الدواجن التي تستغرق 45 يوماً فقط، فضلاً عن الطلب المستمر على لحومها. لذلك يأمل من تبقى من العاملين في قطاع الدواجن أن تساهم الإدارة الذاتية في إزالة العقبات للنهوض به، وسد حاجة المنطقة من لحوم الدجاج، وربما الوصول إلى الاكتفاء الذاتي.

استمعوا لتقرير آلاف حسين، كاملاً، تقرؤه نبيلة حمي، إضافة لحديث محمد خير نجاري، مشرف على عدد من مشاريع الدواجن في الحسكة، وأحمد فاطمي، مدير الثروة الحيوانية في مقاطعة الحسكة.

كلمات مفتاحية

الدواجن الجزيرة الحسكة